12‏/03‏/2012

أمريكا والرجوع للوراء

لنعود قليلا للوراء فقد ذكرت سابقا أن سوريا بالنسبة لأمريكا مسألة حياة أو موت .. لأن إقتصادها وأمنها مرتبط بإسقاط النظام السوري .. فأمريكا تسيطر على العالم كقطب وحيد في العالم بسبب تحكمها بمنابع النفط وممرات الطاقة في العالم ...
 
 فالدولار الأمريكي لا قيمة فعلية له ويستمد قوته ووجوده من خلال تداوله في شراء النفط الخليجي وغيره وتسترده أمريكا لاحقا عند بيعها للأسلحة لدول النفط ، وهذا ما يجعل الدولار متماسكا ، وفقدان منابع النفط والممرات يعني إنهيار الدولار ، وأمريكا تستعد حاليا لهذا السيناريو الذي من الممكن أن يقع في أي لحظة ، وقد أصدرت العديد من القوانين الداخلية كقوانين الأحكام العرفية وحصر الحكم في أمريكا بثمانية أفراد وبرئاسة مطلقة وصلاحية مطلقة للرئيس كحاكم ديكتاتوري ، فإنهيار الدولار يعني إنهيار الوضع الداخلي في أمريكا وإنتشار الجوع والفقر والبطالة بنسبة تفوق 70% من عدد السكان ، لذلك ستضطر الحكومة الأمريكية لإرسال جيشها للخارج وإشغاله في حرب كبرى بعيدا عن الداخل الأمريكي حتى لا ينقلب الجيش داخليا على الحكومة وتسيطر على الوضع الداخلي بالإعتماد على جيوش الحرس الوطني الذي يتكون من مرتزقة ومجرمين يتبعون مباشرة للرئيس الأمريكي ، فقريبا ستضطر الدول إلى التوقف عن التدوال بالدولار ، وستفشل مفاوضات التسوية بين الدول الكبرى وإيران بكل تأكيد لأن أمريكا لا تملك ما تستطيع تقديمه بل هي تريد إستعادة دورها السابق وهذا أصبح من سابع المستحيلات ، فأمريكا خسرت ممرات الطاقة المستقبلية كالغاز وأهمها على مستوى العالم سوريا .. فالإنتصار الذي حققته قوى الممانعة في سوريا قد غير اللعبة بالكامل ضد أمريكا وأتباعها ، وأصبحت سوريا اليوم بنفس دور مصر جمال عبدالناصر وتلعب الدور المركزي في المنطقة ، لهذا رأينا إنسحاب أمريكي أوروبي شبه واضح من سوريا وتصريحاتهم بأنهم لا يريدون الذهاب في حرب لإستحالتها بالنجاح ، وهم يعرفون بأن الحرب تعني نهاية أمريكا وأوروبا وإسرائيل .. وهم بالتأكيد ذاهبون للحرب ولكن ليس الأن إنما بعد إستنفاذ جميع الحلول والوسائل وهذا لن يحصل إلا بعد إنتهاء مفاوضات التسوية وإعطاء فرصة للحل حتى شهر 9 من 2012 ، وأيضا كما قلت سابقا فإن أول الأوراق التي يجب أن تصرف في هذا الصراع العالمي هي ورقة البحرين ، فلم يعد من المقبول إستمرارها أكثر من ذلك وهي وورقة اليمن أيضا ..
بكل تأكيد ستحصل أعمال عسكرية بين بلدان المنطقة ربما في الشهور القادمة وذلك لإخضاع الأنظمة للنظام العالمي الجديد الممانع.
سوريا لن تتوقف فيها الأعمال الإرهابية أبدا ، والعين الأن بشكل كبير جدا على الأردن فإما ضمها لمجلس التعاون أو إسقاط نظامها وسيطرة السلفية والإخوان عليها وهو الأقرب وبإدارة أمريكية إسرائيلية ، وذلك لجعلها سدا طبيعيا ضد أي هجمات من المنطقة وأيضا لقطع الطريق مابين مصر وسوريا وتحالفهم في المستقبل القريب وحتى لا يكون هناك إمتداد جغرافي بين مصر وسوريا يهدد الكيان الصهيوني ,,,

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق