12‏/03‏/2012

إلى أهلنا المظلومين في البحرين ...

قال سبحانه وتعالى في كتابه المحكم: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ )) صدق الله العلي العظيم.

أخبرني والدي رحمه الله وهو من المحنكين سياسيا وقارئا للمستقبل ، في أيام الإحتلال البريطاني للبحرين كان الشيعة في البحرين يحضون بحماية بريطانيا وكانوا يعاملون كرعايا بريطانيا في البحرين والأوامر لآل خليفة بأن لا يتعرضوا لهم وبدعم من شاه إيران ، فضاق آل خليفة ذرعا بهذا الوضع فجهزوا خطة لإسقاط هذه الرعاية ، فقد كان مخططا أن يزور البحرين ممثل ملكة بريطانيا للبحرين ، فأستغل آل خليفة هذه الفرصة ، وبدؤوا يدسون الجواسيس بين عامة الناس ويحرضوهم على التهجم على البريطانيين وبأن البريطانيين يرغبون في تسفيرهم ومصادرة أملاكهم ، ونجحوا في عمل إحتقان شعبي لدى الشعب البحراني المسكين المخدوع ، بل حرضوهم بأن يستقبلوا ممثل الملكة عند وصوله بالبيض والطماطم وإستنكار زيارته ..


وفعلا وصل ممثل الملكة ، وتفاجأ بأن الناس تستقبله بالبيض والطماطم والإستنكار ، فإستغرب وسأل حاكم البحرين ماذا فعلتم للشعب ولماذا هم غاضبون ، فرد حاكم البحرين بأن المندوب السامي البريطاني هو من قواهم وهو من يدعمهم بأن أعطاهم الحماية وأن أحدا لم يتعرض لهم ، وقال له أنتم من قويتموهم حتى بتنا لا نستطيع السيطرة عليهم ، فغضب ممثل الملكة وأمر برفع الحماية عن الشيعة في البحرين وتسليم أمرهم لحاكم البحرين ، وهنا إستغل الحاكم الفرصة وقام بعمل مجازر ضد الشعب البحراني المسكين ، في خديعة بسيطة إستطاع بها اللعب على البحارنة وعلى ممثل ملكة بريطانيا.


ذكرت لكم هذه القصة لأذكركم بتاريخ آل خليفة المليء بالخداع والأفكار الشيطانية التي يحاولون بها خداعكم ، لأن اليوم تتكرر نفس المأساة للأسف وبأيديكم .. فأمريكا اليوم أدركت وسلمت بأن البحرين خرجت من سيطرتها وقريبا ستذهب للطرف الآخر ، ولكنها تحاول مجرد محاولات لربما إستطاعوا تثبيت حكم آل خليفة والإحتفاظ بالبحرين ، ولكنهم يعلمون بأن السعودية لن تقبل ذلك لذلك هم يتجهزون للخروج من البحرين في أي لحظة ... إذا فالفرصة لازالت متاحة لآل خليفة لتصحيح الأوضاع والوصول لحل ولكن ليس طويلا ، لذلك تقوم العائلة الخليفية بإستخدام ما تبرع فيه وهو العمل المخابراتي بدعم بريطاني لشق صفوف الشعب والمعارضة عبر ضرب أكبر مكون فيها وهو جمعية الوفاق وأيضا باقي الجمعيات ، بأخبار مدلسة وعمل إستخباراتي محترف ، وذلك لخداع الشعب المسكين وشق صفوفه وتمزيقه وإنهاء ثورته وإضعافه وإدخاله في خلافات مابين الأشقاء البحارنة ..


مع أن الوفاق اليوم هي صمام الأمام للشعب البحراني من بطش النظام الدموي ، وفي نفس الوقت هي صمام أمان بالنسبة للنظام حتى لا تتفاقم الأمور ضده بشكل كبير خارجيا ... وبالرغم من ذلك لا يمانع النظام من التضحية بالوفاق لتحقيق مخططهم الشيطاني ، فالنظام يحرك أدواته الإعلامية الجاسوسية لتشكيك الناس بنوايا الوفاق ورسم صورة قاتمة للوفاق وبأنهم يتأمرون مع النظام ضد الشعب ، وبأنهم سيدخلون في حوار ستتنازل من خلاله الوفاق عن أهم حقوق الشعب ، وقد سرب النظام بنجاح مسودة لبنود الحوار المزعوم لزيادة التشكيك بالوفاق ، ونشر بأن الوفاق ستتحاور على هذه البنود ، وللأسف أن بعض إخواننا من أصحاب التفكير البسيط صدقوا الكلام وبدؤوا بحملات شرسة تستهدف الوفاق وتشكك بنواياها في محاولة لتسقيطها وإستخدام العنف بدلا من السلمية لتحقيق الإنتصار للثورة ، متناسين بأنهم لا يملكون السلاح للمواجهة ، فقط ينادون بالمواجهة بدون أن يملكوا خطة عمل للمواجهة وتحقيق الإنتصار ، وللأسف هم منا وفينا ومظلومين أيضا ، ومتناسين بأن النظام حانق بشكل كبير جدا على الوفاق أكثر من غيرهم لأنهم تسببوا بضرر للنظام أمام الرأي العام العالمي والحكومات والمنظمات الدولية ، مع علم النظام بأنه باق حتى الأن بسبب الوفاق التي تعاملت بعقل مع الحكومات والمنظمات الدولية.


وإلى أهلي الأحبة المعارضين والمهاجمين للوفاق .. بماذا ستحاربون النظام فأين هو السلاح وبماذا ستقاومون الجيوش الغازية والمحتلة؟ ومن يتحمل ثمن الدماء البريئة التي ستسفك ؟

الوفاق حركة سياسية في المقام الأول ... لذلك من الطبيعي أن تجتمع مع الحكومة ومن الطبيعي أن تجتمع مع أي طرف في العالم للوصول لحل للمشاكل بأقل الطرق ضررا ...
هاهي إيران مثلا .. ستجتمع مع إمريكا وياما إجتمعت معها سرا لحل بعض المشاكل والوصول لتسويات بعض المشاكل ... فما العيب في ذلك ... فأنتم على طول تشككون بالنوايا وتستمعون للأجهزة الإعلامية والإستخبارية المغرضة وتقوموا بطعن إخوانكم وأهلكم في الوفاق وغير الوفاق ..
لقد تحملت الوفاق في البحرين مالم يتحمله أحد ... ولكن يوما ما ستعرفون حجم التضحيات التي قدمتها الوفاق ...
ألم يستشهد لهم أهل ألم يصاب لهم أهل ألم يسجن لهم أهل ألم ألم ألم ... ؟
فهم منكم وأنتم منهم ..
فأعقلوا وألعنوا الشيطان وإستغفروا الله ، فأصبح بعضكم يهدد الوفاق ويتوعدها ، والله العظيم عيب ...
فالنظام يستغلكم في لعبة إستخباراتية بإمتياز لتفريقكم وتمزيقكم وإضعافكم والقضاء على ثورتكم .. فلا تعطوهم الفرصة ....
والله العظيم عيب أن يأتي شخص منكم ويتهم آية الله الشيخ المجاهد عيسى قاسم بأنه دعى للمسيرة لخداع الشعب وإستغلاله وبأنه مع الوفاق يعدون العدة مع النظام للحوار وفرض أمر واقع بتسوية لا تلبي مصالح الشعب ، وبأن الشيخ عيسى قاسم حفظه الله ورعاه سيخدع الشعب مثلما خدع حمد الشعب أيام الميثاق ... فعيب هذا التشكيك وعيب مقارنة إنسان مؤمن بإنسان فاجر ...
وأدعوا الله أن يهديكم ...
ألم تسألوا أنفسكم ماذا سيكون موقفكم لو إكتشفتم بأن الوفاق تعمل لصالحكم وبأنكم ظلمتموها ووقفتم ضدها ... فهل الله سيغفر لكم لو تسببتم بتفرقة المعارضة المؤمنة وتسببتم لا سمح الله بهزيمة الثورة؟

فكروا وشغلوا عقولكم وإبعدوا عنكم التعصب والتفرق والحزبية والفئوية والمصالح الضيقة ..


المرجعية العظمى في النجف وقم والسيد حسن نصر الله حفظه الله ورعاه قالوها لكم علنا بالوقوف خلف قياداتكم الدينية ، وكلكم تعلمون المقصود بالقيادة الدينية والمتمثلة بالمؤمن المجاهد آية الله الشيخ عيسى قاسم ... ولكن إنتماء بعضكم لجهة أخرى جعلكم تعمون عيونكم عن هذه الحقيقة بل تعادونها وتتهجمون عليها ... فلماذا ... مع أن قياداتكم لا تختلف أصلا مع الشيخ عيسى قاسم .. بل تحترمه وتجله وتسمع له.


لذلكم أتقوا الله في أنفسكم وفي أهلكم المؤمنين وإبعدوا الشيطان عنكم ولا تخربوا بيوتكم بأيديكم ...

وأعلموا بأني لست وفاقيا بل لست بحرينيا .. بل كنت مثلكم ضد الوفاق لفترة قريبة ، ولكني أدركت الحقيقة ولله الحمد ، فهناك أسرار تخص الثورة البحرينية لا يعرفها إلا فئة قليلة من النخبة في البحرين .. ولا يمكن الحديث عنها علنا فليس كل ما يعرف يقال ...
وأتمنى من جمعية الوفاق الكرام أن يبذلوا جهدا إضافيا لتوضيح مايجري ووضع الناس في الصورة ببعض مما يجري فعلا حتى يكونوا محصنين من الفتن والمؤامرات الإستخبارية ، فالإسلوب الذي تتبعونه سيؤدي لضرر كبير إن تم السكوت أكثر.

وأقول لكم في النهاية توقعوا من آية الله المجاهد الشيخ عيسى قاسم حفظه الله ورعاه ، موقف صادم وكلام علني غير مسبوق لم يتوقعه أحد منكم وسيجعلكم جميعا تقفون خلفه في الفترات القادمة ..


وأعذروني على الشدة في الكلام ، فالمجاملات في مثل هذه الأمور غير ذات جدوى ، وأعلموا بأنكم إخواننا وأهلنا ... وكلكم شعب واحد ومصير واحد وفي نفس المركب فإحذروا من لعبة المخابرات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق