11‏/08‏/2012

البحرين إلى الواجهة العالمية در

الأن معركة حلب تقترب من نهايتها ونتائج إنتصار النظام السوري بدأت واضحة ، وإستباقا لأي تطورات بعد إعلان تطهير حلب قامت إيران بدعوة مجموعة من الدول العاقلة والتي تشكل أكثر من نصف سكان العالم ، لإيجاد حل سياسي بسوريا ودعوة صريحة للمعارضين للدخول في حوار لحل الأزمة مع النظام السوري وهذه ضربة معلم إيرانية ، حتى لو لم يقبل المعارضون التفاوض مع النظام ، ولكنها تشكل إحراجا عالميا كبيرا لأمريكا والغرب وأتباعهم من حلف الحرب ضد سوريا ، وتعطل مخططاتهم ، فالأن الكلام عن المعارضة السورية المسلحة التي تحارب في سوريا بدأ يخف كثيرا ، وبتنا نسمع أصوات المحاربين الأجانب بصوت عالي وبتنا نسمع بتدخلات أمريكية تركية غربية خليجية بشكل مباشر ولم يعد هناك شيئا مخفيا ، فالأطراف المتورطة بدأت تنفضح تدخلاتها الإرهابية العسكرية في سوريا وبدأت بالإعتراف بذلك رسميا ، وهذا يعني أنها باتت طرفا في الأزمة السورية ولا يحق لها التكلم بإسم الشرعية الدولية أولا لأنها أصبحت طرفا وثانيا لأنها قامت بأعمال منافية للقانون الدولي بدون وجود قرار من مجلس الأمن مما يعني أن سوريا تستطيع محاكمة الدول المتورطة إضافة إلى إمكان روسيا والصين طلب فرض عقوبات على المتورطين في مجلس الأمن حتى لو كانت أمريكا ، صحيح لن تكون هناك عقوبات والمحاكمات لو حصلت لن تؤدي لنتيجة ، لكنها تضر بالدول المتورطة أمام شعوبها وأمام الرأي العام العالمي وتفضحها وهذا الشيء ربما يجعل البعض يتراجع مؤقتا ، فنحن الأن لانزال نعيش تحت رحمة ما يسمى بالشرعية الدولية ولكننا خلال سنين قليلة سننسى أصلا أن هناك شيء إسمه شرعية دولية أو مجلس أمن أو أمم متحدة أو محكمة دولية ، ولكن اليوم هي أداة لم تعد فقط بيد أمريكا وحلفاءها بل باتت ملعبا للطرف الآخر وأهمهم روسيا والصين ، ولتكملة الفكرة أقول ، لقد طالعتنا الأخبار بأن روسيا أدرجت ثورة البحرين ضمن بنود إجتماعات مجلس الأمن ، ولكن الأغرب أن بريطانيا وافقت روسيا على وجوب طرح موضوع البحرين أيضا في موقف لم يفهمه المتابع الكريم ، فأقول أن معركة حلب هي المحك والمحطة النهائية لتبدأ سوريا وحلفاءها بإستخدام أوراقهم والرد على المعتدين والمتآمرين على سوريا إبتداء من إسرائيل وتركيا ولا ينتهون طبعا ببعض دول الخليج والتي على رأسها البحرين ، وقد بدأت فصول الرد فعلا مع تركيا حيث حركت سوريا الورقة الكردية التي جننت الأتراك وجعلت الرئيس التركي يصرخ بأعلى صوته بكل الكلام المجنون اللامنطقي والغير عاقل فأخرجته من طوره ، ورأينا أن منذ بداية معركة دمشق أن قضية البحرين تغيرت جذريا وأخذت منحى مختلف كليا ، وبدأ تصعيد المعارضة وتحدث أمين عام الوفاق مباشرة بأن البحرين ستعود حرة خلال أشهر قليلة ، وبدأت بعض الشخصيات في الخليج كالنائب الكويتي خالد الشطي يروجون لهذا الموضوع ورأينا زيارات السفراء الأجانب بسرعة البرق يركضون للوفاق ، حتى أن أكبر القيادات السياسية الأمريكية بدأت تسلط الضوء على القضية البحرينية ، وبدأ البعض يروج لضرورة إقامة حوار لكن كل المؤشرات تدل على فشله لو حصل ، حتى جاءت أخبار رفع روسيا الموضوع لمجلس الأمن ، ولمن لا يعلم أقول بأن هذا القرار متخذ من قبل قوى الممانعة مابين روسيا والصين وإيران وسوريا منذ فترة بأن يدفع المتورطون الثمن مباشرة وبأن الملف البحريني هو أحد الملفات التي يجب أن تطرح بقوة في مجلس الأمن وإن إقتضى الأمر أن تتدخل القوى الممانعة مباشرة ضد النظام القمعي البحريني ومواجهة المحتل السعودية ، فطرح الملف في مجلس الأمن سيطال النظام السعودي بالتأكيد ، ولكن نرجع للسؤال حول غرابة قرار بريطانيا موافقتها مع روسيا لطرح الموضوع على مجلس الأمن ، فالذي حاصل أن بريطانيا وأمريكا أحيطوا علما بأن قوى الممانعة ستتدخل مباشرة لوقف الظلم الحاصل في البحرين ، وهم يعرفون ما يعني هذا القرار ، لذلك فأهون الشر لديهم هو الموافقة على نقل الموضوع لمجلس الأمن لعل وعسى يميعون الموضوع سياسيا وربما يخففون من وطأة ما سيجري من تداعيات للموضوع في الخليج ، فردود فعل بريطانيا وأمريكا واضحة بأنهم مرتبكون الأن بالأخص في موضوع الخليج والبحرين تحديدا ، لذلك فالردود الممانعة لن تقتصر على الرد السياسي بل ستصل في مرحلة ما إلى الرد الأمني والعسكري وقد بدأت بوادر الرد مع تركيا عبر الأكراد ، وسيتطور الرد لاحقا ليطال دول أخرى متورطة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق