10‏/08‏/2012

التسوية الكبرى التي تحدد مصير العالم

يتحدث الكثير من السياسيين والمحللين عن تسويات مضت وتسويات منتظرة وقادمة في المنطقة لتقاسم المناطق والنفوذ ، وقد رأينا أحدها وهي مفاوضات النووي مابين إيران ودول خمسة زائد واحد ، ولم نر إلا فشلا يتبه فشل ، ورأينا إجتماع جنيف لحل مشكلة سورية والذي كان عبارة عن إجتماع للتفاوض وفشل أيضا ، والكثير الكثير من الإجتماعات والمفاوضات التي لم يعلن عنها والتي لم تصل لأي نتيجة تذكر ، والسبب أن سوريا هي بيضة القبان العالمي ، فمن يسيطر عليها يسيطر على المنطقة كلها وبغازها وبترولها وممراتها وهذا يعني السيطرة على كل العالم والتربع على عرشه إلى ماشاء الله ، والأن نسمع من جديد تجدد الكلام عن مفاوضات تسوية كبرى للمنطقة يروج لها بعض الساسة وهي أيضا ستفشل بكل تأكيد وبيقين تام ، لأن الموضوع بسيط جدا ، فهل تقبل أمريكا أن تتنازل عن بيضة القبان السورية؟ لتخسر تربعها على العرش العالمي ويخسر معها كل حلفاءها من الغرب وإسرائيل وتركيا والعرب؟ وأيضا هل تقبل روسيا والصين وإيران والعراق وحزب الله ومن يتبعهم أن يخسروا ركنهم الأساسي وبيضة القبان السورية ليكونوا أتباع لأمريكا وذيولها إلى أبد الأبدين؟ إذا كما قلت فإن الإجابة بالطبع فإن الطرفين لن يقبلوا بالتراجع ، إذا فالأزمة السورية لن تنتهي الأن وستطول أكثر وأكثر وهي عصية على السقوط بسهولة ، الأن تجري معركة حلب التي إعتبرها الشياطين الأمريكان وأتباعهم بأنها فاصلة ، ولكن قبل معرفة النتائج إستخدمت سوريا وللمرة الأولى ورقة هجومية كبرى وخطيرة جدا ضد أعداءها وهي الورقة الكردية (حزب العمال الكردستاني) الخطيرة جدا جدا والتي لها قوة تأثير في كل الأراضي التركية والتي تستطيع الإضرار أمنيا وإقتصاديا في تركيا بشكل ضخم جدا ولا تستطيع تحمله تركيا ، لهذا صرخ أردوغان من وجع الورقة التي حركتها سوريا ، فهذه ورقة واحدة فقط وسوريا لديها أوراق عديدة ومؤلمة ، ولكن إيران وروسيا والصين يعولون على أن تركيا ستخضع لهذه الورقة وتتراجع وستدخل معهم في تسوية وتحل المشكلة وتعيد العلاقات الجيدة مع سوريا ، وهذا الكلام مضحك أيضا ولا أدري كيف تخطأ ثلاث دول معروف عنها الدهاء والعبقرية في تقدير الأمور ، فتركيا ومن يحكمها اليوم مرتبطون بروحهم مع أمريكا وإسرائيل وحلف الناتو ولا يستطيعون التراجع لأن التراجع يعني أن الغرب سيقتلعهم ويغتالهم من كراسيهم بكل سهولة ويأتي بمن هو بديل لهم وينفذ الأجندة ، ولكنهم أصلا لن يفكروا بالتراجع عن حلفهم مع أمريكا مهما حصل ، لأن الحزب الحاكم لديه عقيدة وهي عقيدة الإخوان المسلمين التي تم شراءها بحجة حكم العالم الإسلامي وهذا حلم أكبر من حجمهم فهم غير مصدقين أنهم وصلوا لحكم دول مثل مصر وتونس والمغرب وليبيا ولا يستطيعون الإستيقاظ من هذا الحلم لأنهم طمعوا وزادهم الطمع طمعا ، ونهاية الطماع أن يأتي الجائع ويأكل ما جمعه الطماع بلقمة واحدة ، لذلك لن تنجح أية تسوية حتى مع تركيا ، ولكنها بالتأكيد ستتراجع نوعا ما في سوريا بعد أن يصيبها الرعب الكردستاني ، ولكنها لن تتوقف عن عدوانها ضد سوريا بكل تأكيد فمن يصل لمرحلة جنون العظمة فلا حرج عليه ، وبناء على ذلك أستطيع القول أن لا تسوية ستحصل لا اليوم ولا الغد ، وما يحصل هو جهود دبلوماسية وسياسية لإحتواء بعض الأحداث وإبقاءها تحت السيطرة وتضييع الوقت من أجل التطاحن مخابراتيا وأمنيا للحصول على مكاسب على الأرض.

هناك تعليق واحد:

  1. للأسف إيران وروسيا والصين لا زالوا واقفين في مكانهم ويعولون على أمرين وهو حسم سوري على أرض الواقع يفرض سيادة الدولة والثاني استمرار انهيار الاقتصاد العالمي لكي تنتفض الشعوب الغربية على الزمر الحاكمة. وأنا هنا أختلف مع الشيخ الصغير حفظه الله عندما فسر مرج الروم بالحروب بين الروم هذا استبعده جدا، أنا أفسر مرج الروم بأحداث التخريب وانتفاضات شعبية مسلحة بسبب البطالة والمجاعة وآثار انهيار الاقتصاد عموما.

    لذا أتخيل أن الوضع سيمل منه الناس بالأخص شيعة أهل البيت وسيبدأ اليأس يدب في نفوسهم والخلاف يكبر ويكبر بسبب عدم تحرك إيران، سنسمع عن شيعة يتبرؤون من إيران وسيزداد عدد مدعي المرجعية ولا أريد أن أعددهم الآن لأنني أعرف أن البعض يتأثر بالتلفاز كثيرا.

    لكني أتوقع أن الكل سيتفاجأ بالأحداث القادمة ابتداء من أحداث الحجاز ومرورا بمصر وأحداث دول الغرب وووو كل شيء سيحصل في فترة زمنية قصيرة ويتبدل حال الناس من حال حياتهم المعتادة إلى حال البحث عن الطعام! سيقتل الناس بعضهم من أجل الطعام في سنة ما قبل الظهور وأنا أؤمن بالروايات والأهم أؤمن أن كل ذلك صار مسألة وقت فحتى لو كان الباقي سنة أو سنتين أو خمس فإننا لن نشعر بالوقت وستمر علينا الشهور كمرور الساعات.

    ردحذف