معركة إنتصار الثورة البحرانية القادمة بإذن الله تعالى

ينتشر هذه الأيام الكلام في البحرين وخارجها عن قرب تحرير البحرين وهروب العائلة الخليفية ، ولكن لا أحد يعرف متى وكيف سيحصل ذلك ، ففي بداية الثورة البحرانية عندما كنا نتكلم عن دخول القوات الإيرانية لطرد المحتلين وكان الكثير يستنكر علينا هذا الكلام ، ولكنهم باتوا مقتنعين اليوم بهذا الكلام بالرغم من أنهم لا يعرفون كيف ومتى وماهي الأسباب ، والتفاؤل الحاصل في البحرين إنتشر بشكل مفاجيء وعلى أوسع نطاق ، حتى أن الكثيرين بدؤوا يعدون العدة لتلك اللحظة ويضعون الخطط للتصرف سواء مقاومة النظام ومرتزقته في آخر أيامهم وقبل هروب العائلة ، وحتى بعد هروب العائلة ، ولكن مرة أخرى ما الذي حصل؟

الذي حصل أن فجأة سافر الشيخ علي سلمان في زيارة سريعة للغرب ، وعندما عاد وصل للبحرين ولديه إشارات مختلفة من الغرب ومعه إشارات مختلفة من إيران ، ومعه إشارات لما يجري في سوريا ، فتم تسريب بعض المعلومات للخواص ، وأيضا تم تصعيد بعض الفعاليات والإعلان عن فعاليات كبرى ومتصاعدة وتم التهديد من جديد وبشكل جدي بأن الثورة لم تستخدم إلا 50% من طاقتها ، وعقدت الحوارات والندوات التي تحدث بها بعض الممثلين والذين أشاروا صراحة إلى أن الثورة إقتربت من نصرها ولم يتبقى إلا شهور قليلة ، وأعلنوا عن فعاليات كبرى قادمة ، وتم تسمية شهر رمضان بشهر الفتوحات ، وهددوا النظام بشكل مباشر ، وصدر الكلام بالتلميح للإستعداد للمقاومة ، وغيرها الكثير من الأحداث ، فبتحرك الوفاق الذي حصل تغيرت معنويات الشعب البحراني وأدرك فعلا أن النصر بات على الأبواب ، إضافة إلى التحركات والتصعيد المريب للنظام وحالة الطواريء الغير معلنة وتسريب بعض الأخبار السيئة عن النظام ، كلها أثارت الشعب وأعطته الإشارة بشكل واضح.

حسنا هذا الكلام لا يوضح الكثير ، فما الذي حصل حقيقة لتصل الأمور لهذه المرحلة من التفاؤل بقرب الإنتصار؟

فأكرر يجب أن يعلم الشعب البحراني بأن ثورته ليست بمعزل عن ما يجري في المنطقة ، فهذه الثورة تعتبر إحدى أهم الأوراق في أحداث المنطقة ، ومصير الثورة مرتبط بما يحصل في سوريا ، فأي ضربة عسكرية خارجية لسوريا ، يعني إشتعال المنطقة كلها ، ويعني أن قواعد الإشتباك تغيرت للأبد ، وعلى الباغي والباديء تدور الدوائر ، وستبادر إيران للدخول للبحرين بغض النظر عن الروايات الشريفة وما تقوله ، فأنا هنا أتحدث سياسيا ، فعلى إثر ضرب سوريا ستندفع الحكومة البحرينية والمحتل السعودي بالإحتفال  عبر الهجوم البربري ضد الشعب وهم يحسبون بأنهم منتصرين ، ولكن سرعان ما ستتدخل إيران لإيقاف وطرد المحتلين الظلمة من البحرين وستدمر قواتهم وتطرد القوات الأمريكية والأجنبية من البحرين.

فالشعب البحراني لا يستطيع الإنتصار بثورته السلمية ضد النظام الجائر ، لأنه لا يملك سلاح ، ولا وجود لفئاته في الجيش والشرطة ، فالنظام هو من يملك القوة والسلاح ، فلا حل إلا بالتدخل الخارجي ، والمسيطر على البحرين من الخارج هي أمريكا والغرب وهم لن يتنازلوا عن حليفهم لنصر الثورة الصديقة مع إيران ، وبالمقابل إيران تعتبر أن لها الحق بحماية المنطقة لأنها تشكل فضائها الإستراتيجي من الناحية السياسية والعسكرية والإقتصادية ، لذلك ستتدخل إيران وبقوة.

إذا عرفنا الإجابة بأن الموعد سيكون بعد ضرب سوريا والتحرير سيكون بواسطة الجيش الإيراني بكل تأكيد.

نرجع الأن لروايات أهل البيت ، فحسب الروايات أن العائلة قبل هروبها تقوم بعمل شنيع ، منها مثلا قتل شخصية مهمة جدا بالبحرين حيث يقطع رأس هذه الشخصية بأمر الملك ، فيثور عليه الشعب بشكل كبير ويحصل هرج ومرج وقتال ضاري بين الناس والعسكر ، ويقوم النظام بجرائم شنيعة ضد الشعب في فترة قصيرة ، ويتفاجأ الشعب وبدون مقدمات بأن العائلة والملك قد هربوا وبأن البلد أصبح بدون حاكم ، فتدب الفوضى بشكل أكبر ، ويقوم العسكر بجرائم كبيرة وعمليات نهب وسلب ، وسرعان ما تدخل القوات الخارجية لتحرير البحرين وطرد القوات المجرمة ، وكل ذلك سيحصل في فترة قصيرة جدا.

وبعد طرد الغزاة ، سينشغل الناس مؤقتا بالأحتفال ومحاولة تأسيس قيادة سياسية وطنية جديدة ، ولكن حصارا بشكل ما يحصل على البحرين يمتد لفترة تقارب السنة ، على إثرها يتعرض الشعب لحالة شديدة من الجوع ، وينشغل بعد ذلك الناس عن السياسة وغيرها بتأمين قوتهم من الطعام ، حتى تأتيهم النجدة بعد السنة سواء من إيران أو من اليمن.

لذلك أوصى أهلي المؤمنين في البحرين بالرجوع إلى الله والتمسك بدين الله وبحبل أهل البيت عليهم الصلاة والسلام فهم حبل النجاة لهم ، وأوصيهم بالصبر والتراحم والتكافل فيما بينهم في تلك الفترة القادمة ، فأنتم شعب له حضوة من الله وسيكون لكم دور عظيم في مستقبل السنين القادمة أكبر مما تتخيلوا ، فأنتم أهل كربلاء الخليج قولا وفعلا وأنتم ناصري أهل بيت النبوة عليهم الصلاة والسلام وخيرة أتباعهم ، فلا تهنوا ولا تحزنوا فأنتم الأعلون لو كنتم تعلمون ، والله ينصر عباده المؤمنين والصالحين.