05‏/07‏/2012

بوادر الصيف الساخن بدأت بالظهور بشكل سريع جدا في ظل هزائم كبرى ومتتالية لأمريكا وضعتها في ورطة وطريق الهزيمة المؤكد

لازلت مصرا على الصيف الساخن .. نعم بل أكثر إصرارا .. وما مررنا به ماهو إلا شيء بسيط مقابل ماهو قادم .... فالأحداث تتوالى بتسارع كبير جدا ، وكل الأمور تزيد من تفاقم وضع أمريكا وحلفاءها في المنطقة بشكل أكبر وأكبر يوما بعد يوم ، ولازلت أؤكد أننا أمام مفاجآت كبرى من سقوط بعض الأنظمة وتغير تحالفات بعض الأنظمة في العالم من جهة لجهة ، وحصول أحداث دراماتيكية غير متوقعة ... وبدأت بوادر هذا الصيف الساخن تظهر شيئا فشيئا .. ومنها فرض الحصار النفطي على إيران ورد إيران بقانون يقضي بمنع أي ناقلة نفط من عبور الخليج في حال كانت متجهة لدولة مشاركة في معاقبة إيران ، وهذا الأمر ربما يتطور لاحقا إلى إغلاق تام للخليج بل معاقبة أي دولة خليجية تحاول التحايل لنقل النفط بقصد الإضرار بإيران ، بل توقع حصول تصادم عسكري بالخليج ... كل هذا يحصل في ظل توترات كبرى تجري لدى العائلة المالكة في السعودية والتي تأكدت معلوماتها بوجود خلافات كبرى على مناصب أمنية عديدة بعد وفاة نايف وقد أشرت لذلك في أول يوم لوفاة نايف ، واليوم زادت هذه الخلافات بشكل كبير جدا بعد الأنباء غير المؤكدة عن تدهور صحة الملك ، وتطور الخلاف إلى مناصب أخرى منها ولاية العهد والملك وغيرها الكثير والتي على أثرها أعلنت حالة الإستنفار بأعلى درجاتها في السعودية ، إضافة إلى كل ذلك الحسم العسكري الناجح للجيش السوري على الأرض والذي شكل مفاجأة كبيرة للغرب وأعوانهم الخليجييين ، إضافة إلى وجود تحركات مريبة في اليمن ضد السعودية والقوات الحكومية والأمريكية ، إضافة إلى تنسيق العراق وإشتراكها بشكل مباشر في محور الممانعة والمقاومة في المنطقة وإرسالها إشارات إلى أنها لن تقبل بإسقاط نظام الأسد أو الهجوم العسكري ضد إيران أو سوريا بل قالت بأنها ستشارك عسكريا للدفاع عن منظومة الممانعة ، أيضا إعلان إنضمام الجبهة الشعبية ( القيادة العامة ) بقيادة أحمد جبريل طرفا في حلف الممانعة والمقاومة وهي أحد أهم أطراف المقاومة الفلسطينية الفاعلة في مخيمات سوريا ولبنان ولديها تواجد كبير في فلسطين المحتلة ، وفوق كل ذلك أمريكا ستدخل في سبات الإنتخابات وهي متورطة بشكل كبير في أفغانستان ولا تعرف حلا وهي وكل أوروبا على شفا إنهيار كامل لإقتصادهم الذي بدأت بوادر إعلانه تقترب بشكل لا يتخيله أحد.

إذا أمريكا متورطة ومهزومة في كل شيء تقوم به في المنطقة ولا تعرف ماهو الحل ، فلا مجلس الأمن عاد بفائدة عليها بعد الفيتو الروسي الصيني ، ولا البنك الدولي أو دول الخليج قادرة على إخراجها من أزمتها المالية ، ولا أوباما قادر على ضمان نجاحه ، وإسرائيل باتت تحت مقصلة الإبادة بشكل جدي وخطير ، ولا هي قادرة على الدخول في حروب أو صراعات مباشرة ، ولا قادرة على دعم وحماية حلفاءها ، ولا قادرة على الحصول على مواضع قدم جديدة في المنطقة والعالم ، وكل ذلك يحصل في وقت تبرز فيه دول عظمى ومنظومات أقليمية إقتصادية سياسية عسكرية جديدة غيرت موازين القوى في العالم إبتداء من روسيا والصين والهند وجنوب إفريقيا والبرازيل ومجموعة بريكس وغيرهم وبدأت تنشأ مناطق إحتكاك غير متوقعة لأمريكا بالأخص في شرق أسيا والمحيط الهادي إضافة إلى ضعف حلفاءها شعبيا وإقتصاديا وحتى عسكريا.

أمريكا الأن تسعى لنشر الفوضى والحروب في المنطقة والخروج من المنطقة والتفرج من بعيد حتى تضعف كل القوى ثم تعود من جديد لبسط سيطرتها ، ولكنها لم تعد متأكدة أبدا من أن أعداءها سيتضررون ويضعفون وهي غير متأكدة أيضا بأن حلفاءها في المنطقة سينتصرون ، لهذا هي تؤخر سيناريو الفوضى والحروب لأنها باتت متأكدة بأنها لن تنجح بهذا السيناريو وتحاول البحث عن حلول ومخارج ، لهذا الأن هي تحاول إستمالة روسيا بإغراءات لم يسبق لها مثيل وبدأت روسيا تلين بالفعل بعد إغراءات أمريكا لهذا بدأنا نرى هذه الأيام تراجعنا لدور روسيا على الأرض في المنطقة بالرغم من حراكها الإعلامي السياسي الكبير ، فأكتشفت أمريكا ومعها روسيا بأن من يمسك بكل خيوط اللعبة هي إيران ولا أحد غيرها وهي موجودة على الأرض في كل بقعة في المنطقة بشكل مفاجيء ومبهر ، وبأنهم لا يساوون شيء بدون إيران لحل مشاكلهم في المنطقة ، فلو كانت المسألة السورية كلها بيد روسيا لتم بيع رأس الأسد خلال مفاوضات جنيف بكل تأكيد ، لأن أمريكا عرضت على روسيا الإبقاء على سوريا بيد النظام وبشرط بسيط وهو فقط إزالة الأسد والقليل من مساعديه وتسليم سوريا لروسيا رسميا ، ولكن الروس أدركوا أن سوريا وكل نظامها تحت حماية إيران التي تستميت للدفاع عنها لذلك إكتشفوا بأنهم مجرد أداة بيد إيران دون أن يعلموا ، وبذلك فكوا إرتباطهم بأمريكا ورفضوا العروض الأمريكية ورجعوا من جديد لدورهم السابق الحامي والمدافع عن سوريا ونظامها بقيادة الأسد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق